أرحموهم..
يرحمكم الله؟!!
بقلم – محمد أبو شنب
من منا
لا يتردد يومياً على طرق أبواب المستشفيات الحكومية أو الخاصة، ومن منا لا يذهب مع
أسرته أو مع أحداً من أقاربه الى العيادات الخارجية أو غيرها من الوحدات الصحية
على مستوى كافة أنحاء محافظات الجمهورية، بالتأكيد وبلا شك - الجميع - ولكن يظل
السؤال هنا ثابت فى مكانه لا يتحرك دائماً مع مرور الزمان، وهو كيف حال هؤلاء
المرضى وخصوصاً البسطاء منا أو الفقراء الذين يعانون من مختلف مشاكلهم الصحية تحت تلك
القبة من المبانى المشيدة والتى نطلق عليها دائماً لفظ "المستشفيات"؟!!.
قد
نسمع أو نشاهد من خلال بعض وسائل الأعلام المختلفة، ما بين الحين والأخر، إجراء
تحقيقات موسعة مدعمة بالصور والوثائق والمستندات حول تعرض هؤلاء المرضى لحالات
مأساوية حرجة، فمنهم من يزداد مرضه بداخلها، ومنهم من يفقدوا حياتهم أو حياة أحد
من أقاربهم مقابل أسباب لا علاقة لهم بها من الأساس، ولكنها فى الحقيقة تُعد من
الأسباب الرئيسية فى تدهور تلك المنظومة الصحية بداخل هذا المجتمع الكبير الذى
نعيش فيه، وذلك إما لنقص أو لإنعدام توافر الإمكانيات و المستلزمات اللازمة من الأجهزة
الطبية وغيرها، التى ربما قد تكون متواجده بالفعل فى الكثير من هذة المنشأت
الصحية، ولكنها فى الحقيقة بدون أى فائدة منها على الأطلاق، نظراً لإنها تُعد
متهالكة وغير صالحة للأستخدام الأدامى، أو ربما لعدم صيانتها بصفة دورية، ومن ضمن
الأسباب أيضاً وجود نقص فى بعض الأدوية أوالأمصال اللازمة التى يجب توافرها
وخصوصاً فى بعض المحافظات الحدوية والمناطق النائية التى تنتشر فيها بعض الحيوانات
الزاحفة السامة مثل العقارب أو الثعابين، بالإضافة الى ضعف تقديم خدمة الرعاية
الصحية الجيدة بل المطلوبة فى الكثير من مثل هذة الحالات أو غيرها.
نتسائل
دائماً وأبداً عندما نتواجد فى يوماً ما بداخلها، قائلين هل فعلاً أصبحت تلك المنشأت
الصحية الأن ما هى إلا مجرد مبانى مشيدة تتجملها الزينة من خارجها فقط، ومن داخلها
تصبح خاوية على عروشها دون تقديم أسمى معانى الخدمة أو الرعاية الصحية للمريض؟!!،
أم إنها حقاً أماكن مخصصة لراحة المرضى
وتخفيف معاناتهم الصحية من خلال توفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة والمقدمة
إليهم ؟!!.
وعلى
الرغم من كل هذا وذاك، إلا إنها فى النهاية أسباب ملموسة حقيقية نتكتشفها ما بين
لحظة وأخرى بداخلها على المستوى العام، ليصبح المريض وحده هو الذى يقوم بتقديم
حياته ثمناً لمثل هذة الأسباب أو لغيرها .
ومن
هذا المنطلق لآبد أن نكون فى منتهى الصراحة والوضوح مع أنفسنا أولاً، وعلى أمل التغير
والتطوير فى هذة المنظومة الصحية ككل، فعندما نذهب الى مثل هذة المنشأت الصحية من
مستشفيات وغيرها وخصوصاً الحكومية، نشاهد أشياء فى منتهى الغرابة والعجب، حيث نجد
بعض المرضى يصرخون من شدة آلام المرض ولا يجدون من يسمعهم أو من يشعر بهم من الذين
إتصفوا بـ "ملائكة الرحمة"، وكأن هؤلاء المرضى أشباح غير مرئين لنا وليس
لهم وجود فى الحياة.
فهناك
العديد من المستشفيات أوالوحدات الصحية المدرجة من ضمن قوائم المستشفيات الرسمية التابعة
لوزارة الصحة، ولكنها فى الحقيقة ما هى إلا إسماً فقط لا فائدة منها على الإطلاق، خصوصاً
التى تنتشر بصورة كبيرة فى مختلف قرى ونجوع محافظات الصعيد بل لتمتد لتصل الى أقصى
المناطق النائية لتكون بعيدة كل البعد عن الرقابة المركزية من قبل الهيئات
الرقابية سواء التى تتبع وزارة الصحة أو غيرها، فبعضها يحتاج الى ضرورة زيادة عدد
الأطباء و الممرضين خصوصاً فى بعض التخصصات الغير متوفرة مما يضطر المريض الذى يقيم
بهذة المحافظة السفر الى محافظات أخرى مثل القاهرة أو أسيوط أو إسكندرية وغيرها لكى
يتلاقى علاجه الذى يفتقده بداخل محافظته، وبعضها يحتاج أيضاً الى تواجد هؤلاء
الأطباء نظراً لغيابهم التام والفعلى عنها.
أما
بخصوص تواجد العديد من الممرضين فقط بداخل فى مثل هذة الوحدات الصحية التى تنتشر
فى الكثير من القرى أو النجوع، يعتبر شىء روتينياً لا قيمة له إلا فى تواجد الطبيب
المعالج، مما يمثل هذا عدم إحترام لأدامية هؤلاء المرضى من المواطنين فى حصولهم
على أقل شىء وهو الرعاية و الخدمة الصحية المقدمة إليهم، بل الغريب أيضاً فى هذا
السياق، بإن مثل هذة الوحدات الصحية لا تقوم بدورها الفعلى فى المساهمة فى تقديم
الخدمة والرعاية الصحية للمريض، ولكن يختصر دورها فقط على الأعمال الإدارية من تسجيل
المواليد والوفيات، ليظل السؤال الذى نطرحه دائماً على المسئولين من يرحم هؤلاء
المرضى؟!!.
لذا يجب
على وزارة الصحة أن تقوم بالدور الأكبر فى تحقيق ما يتمناه المريض من أجل حصوله
على رعاية الصحية الجيدة بداخل مختلف المنشأت الصحية سواء كانت مستشفى حكومية أو
غيرها، ولكى يتحقق ذلك لآبد أن يأتى من خلال القيام بالعديد من الحمالات المفاجئه والزيارات
الغير متوقعة لجميع المستشفيات الحكومية على مستوى أنحاء الجمهورية بما فيها
الوحدات الصحية التابعة لها ومراقبتها جيداً، بالإضافة الى إمدادها بكافة الأطباء من
مختلف التخصصات اللازمة مع ضرورة تحفيزهم المادى والمعنوى ليكون ملائماً طبقاً
لطبيعة عملهم خصوصاً فى تلك المحافظات الحدودية والمناطق النائية والبعيدة على
سبيل المثال محافظة أسوان أو حلايب وشلاتين، أثناء إنتداب عدد من الأطباء اليها،
حتى تستطيع وزارة الصحة من هنا أن تسد هذا العجز الملحوظ من الأطباء فى الكثير فى
مثل هذة المستشفيات أو الوحدات، مع توفير ما لا يقل عن سيارتين إسعاف لكل وحدة
صحية، وذلك لنقل المرضى ذو الحالات الحرجة الى أقرب مستشفى سواء بداخل المحافظة أو
خارجها، مع ضرورة توافر طبيبة نسائية حيث تفتقدها الوحدات الصحية عامةً وذلك لخدمة
المرضى من السيدات .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق